وكالة أنباء الحوزة - في أعقاب تطورات حرب غزة، ومناقشات التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، وتقديم المساعدات لأهالي غزة، وكسر الحصار، صَعَّدَ نظاما آل سعود وآل خليفة ضغوطهما وقمعهما وإعداماتهما ضد الطائفة الشيعية في السعودية والبحرين.
وكان من ضحايا هذا التصعيد والتشدد الشهيدُ المجاهدُ الصابرُ محمد حسين آل عمار (أبو فطوم)، الذي صعدت روحُهُ الطاهرةُ يوم الخميس إلى بارئها في بلدةِ العوامية بالمنطقة الشرقية، بعدَ رحلةِ صبرٍ وثباتٍ وإيمانٍ، أمضاها مدافعًا عن المظلومين، ثابتًا على طريقِ الحقِّ، مؤمنًا بربّه، راجيًا لرضاه.
لقد تجرَّأَ النظامُ السعوديُّ الجائرُ المتغطرسُ على جريمةٍ نكراءَ أخرى، بإقدامه على تنفيذِ القتلِ تعزيرًا بحقِّ هذا المؤمنِ الطاهر، من أبناءِ القطيف المظلوم، في جريمةٍ تهتزّ لها ضمائرُ الأحرار، وتنوحُ لها قلوبُ المؤمنين.
كان الشهيدُ السعيدُ - وفق بعض المصادر - مثالًا للورعِ والتقوى، وصورةً نقيّةً للإيمانِ والثبات، صبورًا على البلاء، محتسبًا في كلّ محنة، ذاكرًا ربَّه في السجنِ كما في الحرّية، لم يترك واجبًا، ولم يغفل عن مستحبٍّ، فكانَ أسيرًا بجسدِه، حرًّا بروحِه وإيمانه. تركَ وراءهُ ثلاثَ بناتٍ صغيراتٍ، أكبرُهُنّ لم تتجاوز الثالثةَ عشرة.
وفي هذا الصدد، أصدرت جمعية العمل الإسلامي في البحرين بيانًا أدانت فيه جريمة إعدام المعتقل الشهيد محمد حسين آل عمار، مُحمِّلةً النظام السعودي المسؤولية.
وفيما يلي نص البيان:
بسم الله الرحمن الرحيم
"ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتًا بل أحياء عند ربهم يرزقون"
صدق الله العلي العظيم
في مشهدٍ جديد من مشاهد القمع الممنهج والانتهاك الصارخ لحقوق الإنسان والإستهتار بأرواح المواطنين الشيعة، أقدم النظام السعودي صباح يوم الخميس الموافق 9 أكتوبر 2025م، على تنفيذ حكم الإعدام تعزيراً بحق المعتقل الشاب محمد حسين آل عمار من أبناء بلدة العوامية في محافظة القطيف، بعد سنوات من الاعتقال والمعاناة داخل السجون السعودية، في محاكمات تفتقر إلى أدنى معايير العدالة والنزاهة.
إننا في جمعية العمل الإسلامي "أمل" – البحرين، ندين بأشد العبارات هذه الجريمة النكراء التي تعكس واقع الاستبداد والطغيان الذي يمارسه النظام السعودي ضد أبناء الطائفة الشيعية في الجزيرة العربية، وتكشف عن زيف الشعارات التي يرفعها حول الإصلاح والعدالة.
إن هذه الإعدامات السياسية، التي تتم خارج إطار المحاكمات العادلة، ليست سوى وسيلة لبث الرعب وإسكات الأصوات الحرة، ولا يمكن تبريرها بأي حال من الأحوال، خاصة وأنها تُنفّذ بحق شبابٍ ناضلوا من أجل حقوقهم المشروعة في الكرامة والعدالة والحرية.
نحمّل السلطات السعودي المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة، وعن كل قطرة دم تُسفك طلماً وعدواناً، ونؤكد أن هذه الجرائم لن تُخمد صوت الأحرار، بل ستزيد من عزيمتهم وإصرارهم على مواصلة الطريق نحو التحرر والدفاع عن الكرامة الإنسانية، والتخلص من رموز القهر والجور.
ختاماً، نتقدم بأحرّ التعازي والمواساة إلى عائلة الشهيد محمد حسين آل عمار، وإلى أهالي العوامية والقطيف الأبية، سائلين الله تعالى أن يتغمد الشهيد بواسع رحمته، وأن يمنّ على شعبنا في الجزيرة العربية بالحرية والعدالة والمساواة والانتصار القريب.
وإنا للّه وإنا إليه راجعون
جمعية العمل الاسلامي "أمل"
المنامة - البحرين
الجمعة ١٧ ربيع الآخر ١٤٤٧هـ
الموافق ١٠ اكتوبر/ تشرين الأول ٢٠٢٥م
انتهى/
المحررة: و. س. ح
المصدر: مواقع التواصل الاجتماعيّ + صفحة جمعيةِ العملِ الإسلاميِّ (أمل) على إنستغرام
تعليقك